إن موقع إسرائيل عند ملتقى ثلاث قارات يؤثر على المعطيات البيئية المميزة فيها. إذ تتمتع إسرائيل، رغم صغر مساحتها وكثافتها السكانية العالية وشحّ ثرواتها الطبيعية وأراضيها القاحلة، بتنوّع حيوي ثري. غير أن متطلبات التنمية والتطوير في البلاد كثيرًا ما تصطدم بالقيم البيئية، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور أوضاع الأنظمة البيئية التي تشكل أساسًا للرفاهية والمناعة الاجتماعية في إسرائيل.
وقد تم إطلاق برنامج حماية البيئة الخاص بصندوق "ياد هَنَديڤ" قبل أكثر من عقد من السنين بغية تحسين سلامة ومناعة الأنظمة البيئية الطبيعية والزراعية والحضرية في إسرائيل. وتم في البداية تركيز الجهود على مراكمة البيانات وإنشاء البنى التحتية العلمية التي تصب في خدمة صناع القرارات. وشملت هذه الجهود إنشاء معهد أبحاث المياه التابع لجامعة التخنيون التقنية؛ والتوعية بقيمة المناطق غير المأهولة وأثر كيفية استخدام الأرض (معهد "ديشي")؛ ودعم الدراسات التطبيقية حول نقاط التلاقي بين الزراعة والبيئة ("نكودات حِن")؛ والمراقبة المُمَنهجة للتنوع الحيوي من خلال مشروع "النسيج" (همآراغ)؛ ومشروع تصنيف الكائنات في إسرائيل؛ وبرنامج (همزة الوصل) لتطبيق المعارف العلمية في دوائر الحكومة في مسعى لدفع سياسة بيئية مدعومة علميًا. كما أنشأت مؤسسة "ياد هَنَديڤ" عام 2007 صندوق الصحة والبيئة من أجل تكريس البنية التحتية العلمية الرامية إلى تقليص مدى تعرّض الجمهور للمواد الكيميائية الضارة.
أما المحاور الرئيسية الحالية لمؤسسة "ياد هَنَديڤ" على هذا الصعيد فتتناول حماية الأنظمة البيئية المتوسطية من خلال إقامة شبكة من المناطق المحمية البحرية بالإضافة إلى إعادة تأهيل الأودية في إسرائيل عبر اعتماد أساليب متكاملة لإدارة مصبّاتها. وتقرّ ""ياد هَنَديڤ"" بضرورة التعاون مع الهيئات الحكومية والجمعيات مع التشديد على أهمية المعلومات المهنية والاستناد إلى الثوابت العلمية والتخطيط للمدى البعيد.
المبادرات الرئيسية
الإستراتيجيات الأساسية والمحاور الرئيسية
مناطق بحرية محمية في البحر الأبيض المتوسط
إعادة تأهيل الأنهار وإدارة أحواض المصبّات
متنزّه وادي تسيبوري
في كانون الثاني 2019، بادرت ياد هَنَديڤ إلى مسابقة لاختيار مشروع ترميم الوديان الذي سيجلب منافع اجتماعية وبيئية وسشكّل نموذجًا ملهمًا لإعادة تأهيل حيّز الوديان إسرائيل. أهداف المشروع:
- إيصال الوديان إلى حالة بيئية جيدة، مع الوقاية من مخاطر التلوث والنفايات
- تزويد المجتمعات المحلية بمساحات عامّة مشتركة للترفيه والتعليم وفرص للتطوير الاقتصادية
- إبراز القيمة الاجتماعية الكامنة في إعادة تأهيل الوديان
- إنتاج نموذج للإدارة المشتركة لتنظيم المصالح والفعّاليات من أجل الصالح العامّ
فازت هيئة كيشون للصرف والوديان بالمنافسة باقتراح لإعادة تأهيل وادي تسيبوري، الذي يتدفق على طول 32 كم، من جبال الناصرة إلى وادي كيشون وخليج حيفا. اختير المشروع من بين أربعة مشاريع مرشحة وصلت إلى المرحلة النهائية، بما في ذلك: هيئة الصرف والأودية كنريت وبلدية كريات شمونة، مع اقتراح لترميم وادي عين زهاف ووادي عيون، وهيئة الصرف والوديان في جنوب الأردن مع اقتراح لترميم حوض وادي تفور؛ وهيئة الصرف والوديان سوريك لخيش، مع اقتراح لتأهيل قسم من وادي سوريك بالقرب من بيت شيمش وسهل تسرعاة.
تتمثل رؤية المشروع في تطوير حوض الوادي بالكامل، من خلال إعادة تأهيل الوادي على طوله بالكامل، مما يجعله واديًا نظيفًا ومتدفقًا ومستمرًّا. الحوض عبارة عن فسيفساء من مناطق الزراعة والطبيعة والمستوطنات والنشاط البشري. سيتناول مشروع حيّز وادي تسيبوري نوعية المياه والتنمية الاجتماعية والوعي البيئي والحفاظ على القيم الطبيعية. وبعد اكتماله، سيشكل الوادي العمود الفقري لممر إيكولوجي يربط بين حيفا والناصرة، وسيكون مصدر فخر للمجتمعات المحلية. المشروع لديه القدرة على أن يصبح نموذجًا لإعادة تأهيل الوديان في الساحل ومشاركة المعرفة في إسرائيل وحتى في الخارج. خلُص أعضاء اللجنة الموقرة، بمن فيهم، خبراء من بريطانيا وفرنسا الذين ساعدوا في اختيار المتأهلين للتصفيات النهائية، إلى أنّ المشروع قد يخلق "طفرة في مجال إعادة تأهيل الوديان في إسرائيل ويكون بمثابة مصدر إلهام على المستوى الدوليّ".
التحريج الحضري والتظليل
صندوق الصحة والبيئة
لقد تم إنشاء صندوق الصحة والبيئة بمبادرة من مؤسسة "ياد هنديڤ" عام 2007 بصفة جمعية غير ربحية. ويعمل الصندوق على تحسين الخبرات وتوسيع المعلومات الخاصة بتأثير المكاره البيئية على الصحة العامة في إسرائيل في مسعى للنهوض بصحة الإنسان ورفاهيته. ويبني الصندوق القدرات اللازمة من خلال دعم الأبحاث المتعددة التخصصات وتوزيع المِنح على طلاب درجتَي الماجيستير والدكتوراة ودعم برامج التأهيل المهني للعاملين في هذا المجال وتنظيم الورشات والندوات. كما يقدم الصندوق لصناع القرارات والمهنيين والجمهور العريض المعلومات المدعومة علميًا وغير المنحازة سعيًا لتحسين مستوى إجراءات صنع القرارات المتعلقة بالأضرار الصحية الناتجة عن العوامل البيئية. وركز الصندوق جهوده منذ عام 2016 على تقليص مدى تعرُّض الجمهور، وخاصة الأطفال والصغار، للمواد الكيميائية الضارّة.
الموقع الإلكتروني لصندوق الصحة والبيئة