عن
المبنى الجديد للمكتبة الوطنية في إسرائيل فتح أبوابه للجمهور الواسع في أكتوبر 2023. كان الافتتاح نقطة الذروة في رؤية اللورد روتشيلد في مشروع تجديد المكتبة الوطنية، الذي شمل التخطيط، التصميم والبناء، واستمر لنحو ثلاثة عقود.
المبنى الرمزيّ الشهير الذي تم تخطيطه من قِبل مكتب الهندسة المعمارية السويسري "هرتسوغ ودي مرون"، يمتد على مساحة تقدر بنحو 46,000 متر مربع، ويشمل قاعة قراءة رئيسية تتسع لـ 600 قارئ، نظامًا روبوتيًا لاستخراج الكتب، قاعة مؤتمرات، مساحات للفعاليات الثقافية والأنشطة التربوية، بالإضافة إلى معارض دائمة ومتبدلة تضم كنوزًا نادرة وثمينة من مجموعات المكتبة.
المكتبة الوطنية مسؤولة عن جمع، حفظ وتوزيع التراث والمعرفة التي تعكس النسيج الثقافي، الجغرافي والتاريخي المتنوع لأرض إسرائيل، دولة إسرائيل والشعب اليهودي. على مدار ستة عقود، بدءًا من عام 1960، تواجدت المكتبة في حرم جفعات رام في الجامعة العبرية في القدس.
عام 1998، عيّنت ياد هنديڤ بالتعاون مع الجامعة العبرية ووزارة التربية والتعليم، لجنة لتقييم حالة المكتبة، حيث قررت اللجنة تجديد المكتبة ونقلها إلى المبنى الجديد. منذ ذلك القرار، عملت ياد هنديڤ بلا كلل على تطوير المشروع الذي كان يهدف إلى إنشاء مؤسسة ذات أهمية كبيرة في الحياة الثقافية والروحانية للإسرائيليين واليهود في دولة إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم.
التوقيع على وثيقة تعهد المكتبة الوطنية في شهر مارس من عام 2011، عبّرَ عن رؤيا وأهداف المكتبة، وكان بمثابة انطلاقة رسمية لمشروع التجديد. نصّت الوثيقة على أن "الأبواب الفعلية والافتراضية للمكتبة ستكون مفتوحة للجميع من كل الشعوب والأديان، بهدف استقطاب عدد متزايد من المستخدمين من الجمهور الواسع ومن المجتمع البحثي في إسرائيل والعالم، وخدمتهم على أفضل وجه".
في افتتاح تجديد المكتبة الوطنية الذي أقيم في مارس 2011، أشار اللورد روتشيلد في خطابه إلى أن "تجديد المكتبة الوطنية في هذه الفترة من التغيير، يوفر فرصة استثنائية لتعريف التوازن بين الحيز الفعلي والافتراضي، وطبيعة المكتبة الوطنية المتجددة".
تم وضع حجر الأساس للمبنى الجديد في 5 أبريل 2016، على أرض خصصتها الحكومة بالقرب من المبنيين الرئيسيين اللذين أقيما أيضًا بدعم من ياد هنديڤ -الكنيست والمحكمة العليا- وأصبحا جزءًا لا يتجزأ من خط سماء القدس. إقامة هذه المباني تعكس التزام ياد هنديڤ بمواصلة الحفاظ على التراث الخيري لعائلة روتشيلد في إسرائيل.
يوفر المبنى الجديد مرافق ملاءَمة للأنشطة الثقافية، التربوية والبحثية للمكتبة، بالإضافة إلى تطوير قدراتها الرقمية التي توسع تأثيرها بدون الاعتماد على موقعها الجغرافي الفعلي. تستمر ياد هنديڤ بالعمل الوثيق مع المكتبة الوطنية من أجل تعزيز استراتيجية رقمية وتطوير منصات تتيح المجال للوصول إلى مجموعاتها، وذلك من منطلق الالتزام بالتميُّز، الابتكار وإتاحة المعرفة والفرص بشكل متساوٍ.
على الرغم من أن اللورد روتشيلد لم يحظَ بزيارة المبنى الجديد للمكتبة بعد افتتاحه للجمهور، عبّرت ابنته، هانا روتشيلد، رئيسة الصندوق، عن أهمية المشروع قائلة: "لأكثر من 140 عامًا، ساهم صندوق عائلتنا - ياد هنديڤ، في تطوير مجال التربية والتعليم، الصحة والعدالة الاجتماعية من خلال البرامج المتنوعة والمباني التي أقامتها، بما في ذلك الكنيست، المحكمة العليا، والآن أيضًا المكتبة الوطنية الجديدة. أقيم هذا المشروع أُقيم لصالح جميع مواطني إسرائيل، ونحن فخورون جدًا بالإضافة الرمزية هذه إلى خط سماء القدس".
مصادر
تشمل الموارد الوسائط المتعددة والمنشورات الخاصة بصندوق "ياد هنديڤ" بالإضافة إلى المواد التي أنتجتها الجهات الحاصلة على المِنح والهِبات من قبل "ياد هنديڤ" ومواد أخرى وجدناها ذات فائدة لعملنا.